آخر الأحداث والمستجدات
المستشفى العسكري مولاي إسماعيل بمكناس ومؤسسة دار العسكري في خدمة قدماء المحاربين (صور)
يقطعُ هذا المُحارب المُتقاعد القادمُ من نواحي كرسيف حوالي ساعتين للوصولِ إلى مدينة مكناس، لتلقّي العلاج بالمستشفى العسكري مولاي إسماعيل. وبفضْلِ الخدمات التي تقدّمها مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لفائدة قدماء المحاربين والعسكريين، يستفيدُ هذا العسكري، رفقة زوجته، من مبيتٍ توفرّه المندوبية الجهوية بمكناس لتقديم الدّعم والسّهر على راحة المتقاعدين.
دار العسكري
إلى جانبِ محمّد (اسم مستعار)، الذي قدمَ بمعيّة زوجته إلى المستشفى العسكري بمكناس، يستفيدُ المئات من العسكريين المتقاعدين القاطنين خارج مدينة مكناس من خدمات "دار العسكري"، المكونة من 11 غرفة ومقصف يقدّم وجبات لفائدة عائلات العسكريين الوافدة على المدينة الإسماعيلية، لضمان مبيت المتقاعدين القاطنين خارج مكناس، الذين يتوجب عليهم الحضور إلى المستشفى العسكري.
ويصلُ عدد المتقاعدين المنتسبين إلى المندوبية الجهوية لمؤسسة الحسن الثاني بمكناس إلى 18256 متقاعدا، مقسمين كالآتي: قدماء العسكريين وذوو الحقوق: 5679، قدماء المحاربين وذوو الحقوق: 12088، مكفولو الأمة: 120، أرامل الشهداء: 160، معطوبو الحرب: 46، ضحايا الزيوت المسمومة: 106.
دعم مادي ونفسي
وتقول الليوتنان كولونيل، رجاء مفرج، المندوبة الجهوية لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، في تصريح لهسبريس، إن "المندوبية الجهوية تستقبلُ ما يقارب 70 متقاعدا يومياً يطلبون مختلف الخدمات التي تقدمها هذه المندوبية، إضافة إلى زيارات منزلية تقوم بها المساعدات الاجتماعيات".
وتتوفر المندوبية الجهوية على ملحقات ومرافق لا تتوفر جميعها في أي مندوبية من المندوبيات الـ22، الشيء الذي يجعلها مندوبية متميزة. وتضيفُ المسؤولة العسكرية "ارتأت المؤسسة أن تضع رهن إشارة المتقاعدين "دار العسكري"، وهي مكونة من 11 غرفة ومقصف لضمان مبيت المتقاعدين القاطنين خارج مكناس، الذين يتوجب عليهم الحضور إلى المستشفى العسكري".
وبالإضافة إلى "دار العسكري" هناكَ ملحقة طبية بالمستشفى العسكري مولاي إسماعيل هدفها تقديم المساعدة الإدارية والاجتماعية للمرضى وزيارتهم، وملحقة اجتماعية على مستوى الحامية العسكرية بالحاجب لتسهيل سياسة القرب، ومكتب الاتصال لضحايا الزيوت الغذائية يستفيد منه أعضاء العصبة المغربية لهؤلاء الضحايا.
الرعاية الاجتماعية
وتعملُ الليوتنان كولونيل رجاء مفرج، إلى جانب طاقم إداري وعسكري، على تنفيذ قرارات مديرية مؤسسة الحسن الثاني، من خلال تنسيق أعمال اللجان الجهوية للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين التابعة لها. كما تعملُ على إنعاش، تطوير، وتسيير أعمال المساعدة والاهتمام بقدماء العسكريين وقدماء المحاربين وكذا مكفولي الأمة، طبقا لتعليمات مديرية الحسن الثاني.
ووفقاً لتصريحات المسؤولة العسكرية، "يستفيد قدماء العسكريين وقدماء المحاربين وأراملهم وأولادهم وأصولهم من الدرجة الأولى، وكذا مكفولو الأمة من الرعاية المعنوية، إضافة إلى مساعدات طبية إدارية ومادية".
وبخصوص الخدمات الإدارية، تعملُ المديرية الجهوية على التدخل لدى مختلف الإدارات والمصالح العمومية العسكرية والمدنية (الصندوق المغربي للتقاعد، تعاضدية القوات المسلحة الملكية، قسم الإنعاش، والإعفاءات العسكرية، مكتب التجنيد، المديرية العامة للمصالح الاجتماعية، المركز الإداري...).
شراء الأدوية وتحمل مصاريف العلاج
أما الخدمات السوسيو طبية، فتتحمل المندوبية الجهوية مصاريف العلاجات في المستشفيات العسكرية، كما تتحمل كلا أو جزءا من النفقات لشراء بعض الأجهزة الطبية، والتكفل بإحضار الأدوية غير الموجودة في المغرب، بالإضافة إلى تحملها مصاريف الرعاية بالنسبة إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بشراكة مع تعاضدية القوات المسلحة الملكية في المراكز الطبية البيداغوجية.
كما تتحمل، بشراكة مع تعاضدية القوات المسلحة الملكية، مصاريف العلاج والأدوية بالنسبة إلى الأطفال المصابين بأمراض مزمنة وغير المتوفرين على التغطية الصحية. وقد وقّعتْ اتفاقية مع شركة تأمين "سهام للإنجاد" من أجل توفير النقل المستعجل بواسطة سيارة الإسعاف لفائدة منتسبي المؤسسة المساهمة في إعانة الوفاة الناتجة عن حادثة، مع تحمل مصاريف الإقامة في فندق عند الاستشارة الطبية.
أما فيما يخصّ الخدمات السوسيو ثقافية، فالمندوبية تقدّم عددا من الخدمات مثل "التكفل بمناسك الحج لفائدة قدماء العسكريين والمحاربين وذوي الحقوق، بالإضافة إلى تنظيم المخيمات الصيفية، والبحث عن آفاق للشغل في إطار اتفاقية شراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وإدماج الأطفال المعاقين في المراكز الطبية البيداغوجية المعترف بها من طرف تعاضدية القوات المسلحة الملكية.
زيارات ميدانية
ومن الناحية النفسية، تعملُ المؤسسة على مواكبة المنخرطين والإنصات إلى مشاكلهم بشكلٍ دوري، حتى يندمجَ المتقاعد العسكري مع الحياة المدنية في أفضل الظروف. كما تقومُ المصالح التابعة للمؤسسة بزيارات ميدانية بشكلٍ دائمٍ إلى مقر سكنى المنخرطين، للاطلاع عن وضعهم الصحي وتسهيل استفادتهم من خدمات المؤسسة.
وفي هذا الصّدد، قامت الليوتنان كولونيل رجاء مفرج، بمعية مُساعدتها، بزيارة تفقدية لأحد قدماء العسكريين، حيثُ تفقّدت وضع بناته الصّحي، اللواتي يعانين من الإعاقة، وباشرت مع العسْكري المتقاعد الإجراءات الإدارية والمسطرية التي يجبُ اتباعها من أجل مواكبة العلاج المقدّم من طرف المؤسسة.
وشكرَ المتقاعد العسكري، الذي قضى سنوات محارباً في الجندية، مؤسسة الحسن الثاني لما تقدّمه من خدمات جليلة لا يمكن إنكارها، وقال: "أستفيدُ من الأدوية بالمجان، كما وفّرت لي المؤسسة كرسيا متحركا كي تتنقّل بناتي بكلّ أريحية"، مشيراً إلى أنّ المؤسسة تخفّف من معاناته المستمرة مع مرض أبنائه.
دعم متواصل
من جانبه، أثْنى كولونيل طبيب عسكري متقاعد على خدمات المؤسسة، لكونها تقف إلى جانب العسكري المتقاعد، وتوفّر له كل ما يحتاجه من مستلزمات طبية وإعانات مادية، مشيراً إلى أنه لجأ إلى مؤسسة الحسن الثاني بعد إحالته على التقاعد، وهو الآن بصدد إعداد ملفّه حتى يصيرَ منخرطاً حاملاً لصفة عسكري متقاعد".
وعبّرت مستفيدة فقدت زوجها العسكري، مؤخراً، عن ارتياحها للخدمات التي تقدمها مؤسسة الحسن الثاني، خاصة أن لديها أبناء يتابعون دراستهم الجامعية، بينما قامت المؤسسة بالتكفل بابنها المعاق الذي تمّ تسجيله في أحد المراكز الاجتماعية.
يذكر أنه تم إحداث 22 مندوبية جهوية موزعة على مختلف جهات المملكة المغربية، وأربعة فروع طبية واجتماعية قائمة بالمستشفيات العسكرية، قصد تيسير الولوج الصحي لهذه الفئات التي تستحق العناية.
هسبريس ـ عبد السلام الشامخ (صور: يوسف صدور)
الكاتب : | عبد السلام الشامخ |
المصدر : | هسبريس |
التاريخ : | 2019-05-17 18:56:38 |